ما هو الآيزو ؟ و لماذا الاهتمام به أو معرفته ؟ هل يمكن تطبيقه في الجزائر ؟
الآيزو هي منظمة عالمية للمعايير تأسست سنة
1947 ، مقرها في جنيف و هي تكاثف لعديد من المنظمات العالمية التي تهتم بمعايير
الصحة و السلامة ، تنتج هذه المنظمة عدة نسخ لمعايير خاصة بمجالات اقتصادية و صحية
معينة ، أكثرها انتشارا و تأييدا هو الـ ISO 9001 و مؤخرا بدأ يتوسع إعتماد الـ ISO 22000 من طرف الصناعات
الغذائية .
لماذا أهتم به أو أعرفه ؟
رغم أن الاهتمام بمراقبة الجودة ترافق مع انفجار
الثورة الصناعية ، لكن أحداثا عالمية مريرة جعلت الشعوب أكثر تورطا و انشغالا
بجودة و سلامة ما يقدم لهم من خدمات ، كان أبرزها هو ظاهرة جنون البقر في سنوات
التسعينات
بعد هذه الظاهرة لم يعد كافيا أن يترافق
الانتاج مع مراقبة الجودة ، بل صار واجبا إقحام معايير و أنظمة لاحكام الاحكام و
تدقيق التتبع ، بل إن بعض هذه المعايير العالمية ( HACCP)يعتمد على توقع الثغرات قبل حدوثها و الخروج بتصحيحات
وقائية .
تنامي هذا الوعي و انتشار معايير الآيزو ،
ولد نوعا من الانتخاب الطبيعي في الأسواق و بورصات العالم في صالح المؤسسات التي
تهتم بتطبيق معايير الجودة و ضد و المتأخرة منها .
أين محل الجزائر ؟
رغم أن أنظمة إدارة الجودة و معايير الآيزو
صارت فرضا في بقية دول العالم منذ سنوات التسعينات ، لكن الجزائر لا زلت تخطو
خطوات مترددة في هذا المجال ، و الدليل أنه من مجموع مئات المؤسسات الكبيرة و
المتوسطة الناشطة في الجزائر ، الملتزمة منها بمعايير الجودة و الحائزة على تحليف
رسمي تكاد تعد على الأصابع .
نكون مجحفين إذا اتهمنا السلطات بالتقصير ،
فان كل الخبراء الاقتصاديين يقرون بالمخطط الثلاثي الذي اعتمدته الدولة في أواخر
التسعينات لتحفيز المؤسسات الانتاجية على ترقية معايير الجودة الخاصة بها ، لكن
معظم المؤسسات استفادة من الدعم دون أن تعود بمردود ملاحظ .
يذكر أنه في السنوات الأخيرة و بفعل التطوات
الاقتصادية التي كانت ستقبل عليها الجزائر ، قررت السلطات الجزائرية أن تتابع
تطبيق معايير الجودة في المؤسسات الصناعية بصرامة أكبر ، فصدرت تعليمات ملزمة لكل
المعنيين بتطبيق الـ (HACCP) في أجل تم تحديده .. لكن طبعا قدر الله أن تطفو
أزمة المحروقات و تتلقى دولتنا صفعة قوية
جعلتها تتخبط للنجاة على الاقل ..
أين محلي أنا ؟
خلاصة الموضوع أن إلتزام أي مؤسسة في الجزائر بأنظمة ادارة الجودة و
تحليفها الرسمي بذلك ، يعد مجهودا استثنائيا يستحق التقدير ، و بالتالي رؤيتك لختم
الآيزو في أي منتج جزائري هو وحده دافع لتثق بهذا المنتج أولا ثم تشجع المؤسسة
بالحرص على إختياره بغض النظر عن الخيارات المتاحة .